فدائي شاعر نائب المدير العام
دولتي : المهنة : الهوايـــــة : عدد المشاركات : 58 المزاج : العمر : 36 رقم العضوية : 2 تاريخ التسجيل : 17/02/2009
| موضوع: قصيدة العاشق و البندقية / عروة زايد 5/22/2009, 12:32 am | |
| العاشق و البندقية
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
ابتعدي عني ...
سيدتي
و اختاري في الدنيا غيري
فأنا ... لا أملك غير الرشاش
لكي تختاري
...
فأنا يا وجعي
محكوم ...
بالعيش قتيلا ... و شهيدا ... و غريقا
مفقودا في حبك و الحزن دليلي
....
دليني ... أعطيني حلا
كيف هروبي من عيناك ... ؟؟
كيف ألم شتات قصيدي ... ؟؟
كيف أساوم بالثوار ؟!!
هل أتخلى عن قافلتي ؟
هل أتخلى عن أقداري ؟
هل أدفن رشاشي حيّا ... ؟؟
أم أمضي أبحث عن ثاري ؟
دليني أعطيني حلاً
يا سيدتي ...
كيف أواجه غول العارِ ... ؟
...
ردي يا سيدتي
هل أنت الأقدس أم موتي ؟
هل الأجمل أم أرضي ... ؟!
هل أنت الأغلى أم داري ؟؟
...
إني لا أبكي يا عمري
و عيوني ...
لا تملك دمعا
فأنا يا عمري منتحر ٌ ...
و بقلبي أحمل بركانا ...
فأنا ...
مبهم مثل الصخر ولا تحمل دماً شرياني ...
فاطوي أشواقك يا سيدتي
في طيات النسيانِ ...
فأنا ...
قد حذفت من وجهي
كل تقاسيم الإنسانِ
...
أوردتي ...
ليست أوردة
بل سبطاناتٌ للنار
عائلتي بضعة أسلحة ...
عنواني ...
كل الأخطارِ
عيشي ...
محفوفٌ بالموت و كفني قافلتي
و قطاري
...
جدي مصلوب في يافا ...
و أخي مذبوح بجواري
أختي في الموصل قد غصبت
و أُعدّت ألحاد صغاري ...
أمي في القدس تناديني
و رفاقي ...
كل الأحرار
تكريت تئن بصدام ...
و القدس تنادي تتلوى ...
و تغني للأبا عمارِ ...
فبأي ضمير أتركهم ... ؟!!
يلهون بأرضي و بدراي ... ؟!!
...
منك العذر أيا سيدتي
فأنا ... قد نفذت أعذاري
إنسي شطآني و ارتحلي
ما بين دوع الإبحارِ ...
فأنا ...
يا ظمأي ... منتحرٌ
مشؤومٌ ...
مثل الإعصار
في قلمي عودة عاصفة
ستهب بدفتر أشعاري
...
فابتعدي عني سيدتي
و اختاري في الدنيا غيري
فأنا ... لا أملك غير الرشاش لكي تختاري
* * *
سيدتي
في وطني ... مات الحب
و مات الشعر بدون بكاء
سيدتي
كوني واثقة
من أن التاريخ مؤامرة
ضدّ الشعراء
و جميع الأبيات جواسيس
تبكي بين القراء
سيدتي
كوني واثقة
من أن لهيب عواطفنا
إحدى خطط الإستعمار
و جميع رسائلنا كانت
نصاً لمعاهدة ...
بين النار و بين الماء
سيدتي
لا تنسي أبداً
أن الأيام أكاذيب
و أساطير ... كالفانوس و كالعنقاء
سيدتي
لا تنسي أن الآمال إشاعات
يلقيها شيخ التجار
على الفقراء
لا تنسي أبداً ...
أن الثورات هراء
و بطولات العرب ...
هراء !!
لا تنسي أبداً سيدتي
أن فتات الخبز ذكاء
و قصور الصحراء غباء
لا تنسي
أن جميع حكايات الحب
تحكى كخرافات
للسلطان و للأمراء ...
سيدتي لا تنسي أبداً
أن الخطاؤون ...
و أن الجلادون سواء
* * *
نحن نعيش زمانا أسود
نحن نعيش بمملكة ...
"سوداء" !!
نحن نعيش بعصر ...
صار الغيث يجيء بدون شتاء
صار الغيث يجيء بدون دعاء
و بدون صلاة استسقاء
...
هذا زمن اللامعقول
فيه مواتُ بدون قبور
و الأطفال بلا أسماء
هذا عصر الإستعمار
عصر الشهرة و الأضواء
هذا عصر ...
يا سيدتي
يجعل من شيكاغو شيئاً
أشرف من كل الصحراء
عصرٌ ...
لايمكن يا سيدتي
أن يرضى بوجود الحب
هذا عصرٌ ... يا سيدتي
لا يسمح لي أن أهواكِ ... !!
و له أحكام في الحب
تمنعنا من أيّ لقاء ...
و أنا يا سيدتي
لا يمكنني ...
أن أنصاع لهذا العصر
فقوانيني تمنعني
من أيّ رياء
سيدتي ...
حبي لم يعرف
ما معنى أفيون الحب
و لم يعرف بيع الأعضاء
فثقي سيدتي
أن التاريخ مؤامرة
ضدّ الشعراء
فابتعدي عني سيدتي
و اختاري في الدنيا غيري
فأنا ... لا أملك غير الرشاش
لكي تختاري
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
قصيدة : العاشق و البندقية
الشاعر : عروة زايد
ديوان : موتى عرب
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
| |
|